الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم «امرأتنا في السياسة والمجتمع»: نساء تونس ومعركة الحقوق السياسية المتواصلة

نشر في  22 ديسمبر 2015  (15:34)

قدّمت رابطة النّاخبات التونسيات يوم الخميس 17 ديسمبر فيلم «امرأتنا في السياسة والمجتمع» الذي أخرجته أنيسة داود حول موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسيّة خلال السنوات الأخيرة.

وقد ذكرت بسمة سوداني رئيسة رابطة النّاخبات التونسيات انّ الرّابطة التي تأسّست سنة 2011 تدافع على مشروع مجتمعي حداثي يؤمن بالمدنيّة وبحقوق النساء والتناصف كما تعمل على دعم القيادات النسائيّة في المجال السياسي.. وأشارت السوداني الى نقطة أخرى وهي انّ المرأة افتكّت ودافعت عن حقوقها السياسيّة بعد الثورة، ولو شهدت تونس حراكا نسويا خلال الثمانينات بنادي الطاهر حداد افرز ميلاد عدة جمعيات نسائيّة منها جمعية النساء الديمقراطيّات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية..

وتضمّن الفيلم مجموعة من الشهادات النسائيّة التي أكّدت كلّها على أهمية مبادئ المساواة ومشاركة المرأة في الحياة السياسية من خلال تقلّد مراكز قيادية..

"لم نكن نتصوّر أن تكون حقوق النساء محل جدل بعد الثورة"

ومن بين الشهادات التي جاءت في الفيلم نذكر ما قالته القاضية أنوار المناصري من أنّ حقوق المرأة محميّة نظريا، لكن من ناحية التطبيق تظل هناك عدة نقائص وأضافت أنّ المرأة التونسية واجهت عدة تحديات بعد سقوط النظام السابق "إذ لم نكن نتصوّر أن تكون حقوق النساء محل جدل بعد الثورة"..

 المرأة النقابية لعبت أدوارا متقدّمة في اتحاد الشغل منذ الأربعينات 

وعرجت تركية الشابي بن خذر عن مشاركة المرأة التونسية في الحياة النقابية مشيرة الى ان المرأة النقابية لعبت أدوارا متقدّمة في اتحاد الشغل منذ الأربعينات وتبلغ اليوم عضوية النساء في المنظّمة الشغيلة 50 ٪ لكن عندما تقترب الانتخابات يتحرّك اللوبي الرجالي ويتمّ ابعاد المرأة. وعبّرت تركية بن خذر عن أملها في انّ تصعد خلال المؤتمر القادم لاتحاد الشغل امرأة الى المكتب التنفيذي..

 جيل جديد من النساء ومن الشباب له منظور آخر للحرّية

أمّا منية العابد فقد شدّدت على فكرة بروز جيل جديد من النساء ومن الشباب له منظور آخر للحرّية، وأنّ مطالب المرأة وطموحاتها أضحت مطروحة بجدّية بعد الثورة بينما كانت هناك سمسرة بقضيّة المرأة زمن بن علي.. وأكدت منية العابد على ضرورة تثقيف النساء وتوعيتهنّ بحقوقهنّ..

والية واحدة طيلة 60 سنة...

ومن جهتها ذكرت بشرى بلحاج حميدة انّ الحراك النسوي له جذور أقدم، فقد شاركت المرأة التونسية في الحزب الشيوعي وفي العامل التونسي وحركة برسبكتيف وفي اتحاد الشغل واتحاد الطلبة وذلك منذ عقود.. وأشارت بلحاج حميدة كذلك الى تغييب المرأة من منصب الولاية وقالت انّه طيلة 60 سنة من الاستقلال لم تكن هناك سوى امرأة واحدة والية..

تركيبة المجالس البلدية القادمة متناصفة بين النساء والرجال؟؟؟

وبخصوص الانتخابات، قالت بسمة السوداني انّه خلال سنة 2011، لم تتجاوز نسبة النساء رئيسات القائمات في انتخابات المجلس التأسيسي 7 ٪، وأما في انتخابات مجلس النواب سنة 2014 فإن حضور المرأة على رأس القائمات لم يتجاوز 12 ٪ وذلك رغم اقرار مبدإ المناصفة.. وفي هذا الصدد نادت بسمة السوداني بأن تكون تركيبة المجالس البلدية القادمة متناصفة بين النساء والرجال..

وأمّا عضوة رابطات الناخبات التونسيات نجلاء عباس فبينت الدور الذي تلعبه الرابطة في الجهات من خلال القيام بدورات تدريبيّة في حقوق المرأة والحقوق السياسيّة بالإضافة الى دعم القدرات النسائيّة ومناصرة مختلف قضايا النساء..

«في السياسة وفي الفلاحة.. الرجال تكركر»

وفي هذا السياق، قدّم الفيلم عينات من النساء اللاتي تمّ تدريبهنّ ومنهنّ السيدة رفيقة الشقراوي التي أكدت على فكرة كرامة المرأة ومكانتها وقالت انّها «كسرت الحدّ» بمعنى أيضا أصبحت تناقش وتدافع عن حقوقها مبيّنة انّ "الحقوق ليس مجرد كلمة على ورقة"..

هذا وندّدت الناشطة السياسية بجهة منزل بورقيبة سارة طرادي بالأوضاع الاجتماعيّة الصعبة لعدة عائلات ومنها متساكني حي النّجاح الذين يعانون من تدهور حالة الطرقات بعد تهاطل الأمطار، كما أشارت الى الأوضاع المزرية لمجموعة عائلات تقطن بدار الثقافة في حين انّ الثقافة يمكن ان تلعب دورا هامّا في الجهة. وقالت سارة طرادي: «في السياسة وفي الفلاحة.. الرجال تكركر»..

«متساكنو حي التضامن منفيون في العاصمة»..

وقدّم الفيلم كذلك فكرة حول نشاط مؤسسة "تحدّي" ورئيستها فاطمة جغام التي أكدت على أهمّية التكوين حول مفاهيم المواطنة لافتة الانتباه الى غياب فضاءات الثقافة ونوادي الأطفال بالنقرة من حي التضامن، مضيفة أنّ «تحدّي» تعمل على تكوين القيادات في الأحياء الشعبيّة.. ومن النساء اللاتي انخرطن في نشاط المؤسّسة امرأة قالت انّ متساكني حي التضامن «منفيون في العاصمة»..

كلثوم كنّو أول امرأة تونسية تترشّح للانتخابات الرئاسيّة

كما أعطت كاميرا أنيسة داود الكلمة الى القاضية كلثوم كنّو أول امرأة تونسية تترشّح للانتخابات الرئاسيّة، وقد عابت كلثوم كنوعلى الإعلام عدم ايلاء هذ الحدث النادر الأهمية التي يستحقّها..

ويمكن القول انّ فيلم «امرأتنا في السياسة والمجتمع» أبرز مكانة المرأة في المشهد السياسي، فإن كانت المرأة حاضرة ومنخرطة في الحراك السياسي فانّ اقصاءها يبقى قائما من المناصب القياديّة، ومازال عمل كثير ينتظر مؤسّسات المجتمع المدني لابراز أدوار النساء وتحسيس المرأة بحقوقها..

وان كان هناك نقد يمكن ان نوجهه للفيلم فله علاقة بتاريخ الحراك النسوي الذي لم يضع الطاهر الحداد أرضيّته وحده بل انخرطت نساء عديدات منذ العشرينات في الحراك السياسي التونسي ولو غيّبهنّ التاريخ، ومنهنّ على سبيل الذكر لا الحصر أسماء نسائية لامعة كبشيرة بن مراد ومجيدة بوليلة وشريفة سعداوي (عضو باتحاد نساء تونس) وشريفة المسعدي (أول امرأة تُنتخب في الهيئة التنفيذية لإتحاد الشغل سنة 1949) وفاطمة بن علي لسود وخديجة شعور وغيرهنّ كثيرات شاركن في معركة تحرير البلاد قبل ان يتمّ تغييبهنّ في انتخابات أوّل مجلس تأسيسي بعد الاستقلال.

شيراز بن مراد